4 مخاطر يشكلها الذكاء الإصطناعي على المستخدمين، دون أن يعلموا ذلك



 منذ ظهوره، رأينا كيف أقبل شبابنا وشيبنا على استعمال الذكاء الإصطناعي في كل صغيرة وكبيرة من حياتهم. فقد رأوا فيه تلك الأداة السحرية التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت وما لم يخطر على قلب بشر. يكفيك أن تسأل وهي تجيبك في جزء من الثانية فقط ! لكن ما لم يلقوا له بالا، أن لكل شيء نقائصه، سلبياته ومخاوف تحيط به. فتعالوا بنا نرى أربعة منها:

تقلص ذكاء الإنسان :

الإفراط في استعمال الذكاء الإصطناعي يعود دماغك على الكسل. فالذكاء الإصطناعي يقوم بالبحث عن المعلومات وتجميعها وتصنيفها عوضاً عنك، ويقوم بإجراء العمليات الرياضية المعقدة، ويصمم الديزاينات وينشئ الأكواد البرمجية عوض أن تقوم بذلك بنفسك. لهذا مع مرور الوقت تحس أنك لم تعد تستطيع القيام ولو بعملية جمع بسيطة فتسرع إلى شات جي بي تي أو غروك أو جيميني لتنقذك من ورطتك. فالدماغ كغيره من عضلات الجسم هو الآخر في حاجة إلى الرياضة والتمرين للحفاظ على لياقته ورياضته هي التفكير وإيجاد الحلول والأجوبة. أما إراحته واعتمادك على الأجوبة الجاهزة يضعفه بالتدريج ليصبح مترهلا فاقدا لملكات التفكير والتحليل.

الإستيلاء على الوظائف :

بعد أن يقوم الذكاء الإصطناعي بأضعاف ذكائك، فلن تستطيع بعدها القيام بعمل أو وظيفة كيفما كان نوعها، ومن سيقوم بذلك إذن ؟ نعم، الذكاء الإصطناعي هو من سيقوم بالعمل، هو البديل الذي سيأخذ مكانك في المستقبل. فأنا كشركة، إذا كنت في حاجة إلى مصممين، مبرمجين أو مترجمين فسأوظف الذكاء الإصطناعي وأوفر الوقت والجهد. ألم تسمع أن دولة ألبانيا عينت أول وزيرة في العالم بالذكاء الإصطناعي ؟

فقدان الحرية والمعنى :

كنتيجة لسيطرة الآلة والذكاء الإصطناعي على الوظائف، ستكون نسب البطالة مرتفعة بشكل صاروخي ويجد الإنسان نفسه في دوامة فراغ لا تنتهي، فلا يجد ما يقوم به سوى الإنغماس أكثر في بحر الذكاء الإصطناعي المغري هروباً من واقعه الذي لا يتحمله و ملأ لوقت فراغه. فالإنسان بطبعه لا يتحمل الفراغ. كما يقول المثل: الطبيعة تخشى الفراغ. فالفراغ تسكنه الشياطين والوساوس. وبالإضافة إلى تدهور القدرات العقلية للبشر آنذاك، تكون الخلطة قد اكتملت و يصبح لدينا إنسان هجين لا يستطيع التفكير بنفسه إلا وهو مربوط بجهاز إلكتروني ! هذا الجهاز هو عقله الجديد الذي أصبح يوجهه و يفكر بواسطته.

والمتحكمون في الذكاء الإصطناعي هم من يبرمج تطبيقاته المختلفة التي أصبح البشر مدمنا عليها، وبالتالي هم من سيبرمج الإنسان بواسطتها كيما يحلو لهم ليفعل ما يريدون بالضبط. و بهذا يصبح هذا الإنسان متحكما فيه وفاقدا لإرادته فهو كالأنعام بل أضل.

عالم ما بعد الإنسان : 

عندما يصبح وجود هذا الإنسان كعدمه و الذكاء الإصطناعي يزداد ذكاء يوما بعد يوم، عندها سيبدأ البشر في الإنقراض وترك الميدان للروبوتات و الآلات لتصبح سيد العالم الجديد. عالم يكون فيه الإنسان على الهامش. فالإنسان ليس استثناء. فكما انقرضت كائنات من قبله واختفى أثرها وأصبحت مستحاثات، سيأتي عليه الدور و يختفي هو الآخر إن لم ينتبه من غفلته و يستفيق من سباته.

رغم ما له من مميزات و محاسن فالذكاء الإصطناعي يشكل تهديدا وجوديا على مستقبل البشرية، لهذا وجب أخذ الحيطة والحذر. لا تستخدمه إلا في الحدود المعقولة، وابدأ في الإعتماد على نفسك و قدراتك و تحسين مهاراتك و اللجوء إلى أصدقائك والعمل معهم على حل التمارين و الواجبات جماعة و ستكتشف أنك أفضل حالا من ذي قبل من الناحية النفسية و كذلك العملية. فتكوين صداقات جديدة وجيدة سيساعدك على التغلب على إدمان هذه المواقع و تكوين روابط حقيقية مع محيطك الطبيعي و التعود على الحياة خارج الواقع الرقمي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اغتيال هوليودي كاد يشعل فتيل أمريكا