اغتيال هوليودي كاد يشعل فتيل أمريكا
تشارلي كيرك ، الناشط الأمريكي الذي تنبأ له الجميع بتولي رئاسة أعظم دولة على كوكب الأرض ، لولا رصاصة القناص المجهول التي كان لها رأي آخر ، أنهت حياته وحلمه معا.
دونالد ترمب يواسي أرملة كيرك في مشهد مؤثر |
دقائق قبل الحادثة الأليمة :
في العاشر من سبتمبر من السنة الجارية ، كان الشاب ذو الإثنين وثلاثين ربيعا، والذي يتابعه الملايين على منصات التواصل الإجتماعي
أغلبهم شباب والمعروف بدعمه الكبير للرئيس ترمب ،محاطا بجماهير غفيرة في مهرجان خطابي في جامعة Utah Valley University ، كعادته كان منهمكا في جدالات ونقاشات ساخنة مع الحاضرين من معارضيه من اليساريين والمتعاطفين مع الحزب الديمقراطي فيما
أتباعه من اليمينيين كانوا يكتفون بالإستمتاع بمشاهدته وهو يفحم الخصوم الواحد تلو الآخر
لكن ما لم يتوقعه المسكين أن الجذران لها أعين ترى بها و آذان تسمع كل كلمة تخرج من فيه ، فالمتربصين به كثر بعد ما صدر منه من آراء اعتبرها الكثيرون متطرفة !
غير بعيد من المكان ،كان أحدهم يتابع تشارلي بعين الغدر و الخديعة ، واضعا سبابته على الزناد ومنتظرا الفرصة السانحة ؛ فالمكان غاص بالبشر ورجال الأمن الخاص بالجوار.. الهدف ليس من السهل إصابته دون إثارة الفوضى. كان في كامل تركيزه و تأهبه، كان واثقا ! سحب الزناد وانصرف فارا كالشبح والصرخات والصياح يعلو من ورائه وهو يبتعد دون أن يراه أحد ،كان واثقا أنه قضى عليه وأخرسه بطلقة واحدة وللأبد.
مسرح الجريمة و توجيه أصابع الإتهام :
أصيب تشارلي في الجهة اليسرى من عنقه وهوى أرضا من أعلى الكرسي الذي كان يجلس عليه . من هول ما رأوا ،تجمد الجميع لثواني قبل أن يستوعبوا ماوقع للتو ؛صرخات ، فزع وتدافع كأنه مشهد من مشاهد يوم القيامة.
نقل تشارلي على الفور إلى سيارة الإسعاف ومن ثم الى المشفى ،لعله يتمكن الأطباء من انقاذه .
عمت الفوضى المكان ، اعتقالات عشوائية لأشخاص مشتبه فيهم. تغريدة من سيد البيت الأبض تدعو الناس للدعاء من أجل تشارلي ،وما هي إلا لحظات حتى وصل الخبر الحزين خبر وفاته .
نزل الخبر كالصاعقة في أوساط الشعب الأمريكي ،وبلغ الغليان أشده .فالناس يتساءلون عن هوية قاتل كيرك وبدأت الشائعات تطفو على السطح خاصة مع انتشار مقاطع على منصة اكس ، تيكتوك و يوتيوب لهواة المؤامرة ،ما زاد من حدة الشكوك حول الحادث .
فأصحاب القبعات الحمر MAGA مباشرة ألصقوا تهمة قتل كيرك بأعدائهم الديمقراطيين ، مبررين ذلك بكونهم ،أي الديمقراطيين، يكرهون كيرك لكونه يساند ترمب ويكرهون أفكاره المحافظة ،فهو يدعو إلى العودة إلى التشبت بالقيم الدينية كالأسرة والإيمان بالله و نبذ القيم الليبيرالية والإنحلال والمثلية .
الديمقراطيون بدورهم لم يقفوا مكتوفي الأيدي ،فقد سخر بعضهم من موت كيرك بالطلق الناري وهو من كان يدافع بشراسة عن حرية امتلاك الأسلحة النارية و لسخرية القدر ، فتشارلي قد أتته تلك الرصاصة الغادرة التي أودت بحياته وهو في خضم الحديث عن إحصائيات وأسباب ارتفاع الجرائم التي تتم في البلاد باستعمال هذه الأسلحة..لكن الرصاصة قاطعت كلامه بدون إذن ولم يكمل فكرته ! وأشاروا أنه من غير المستبعد أن تكون حركات أقصى اليمين المتطرف وراء هذا الإغتيال ، مرجحين ذلك لعدم التوافق التام بينهم وبين اليمين المعتدل الذي ينتمي إليه تشارلي .
في حين ظلت شريحة مهمة من الناس متشككة في كون جهة أخرى ضليعة في هذه الجريمة ، فالرجل الأول في البلاد الرئيس دونالد ترمب كاد يلقى نفس مصير تشارلي كيرك وذلك أثناء الحملة الإنتخابية ،والمثير للإهتمام أن محاولة اغتيال ترمب وقعت في الخامس عشر سبتمبر من السنة الفارطة وقتل كيرك في العاشرمن سبتمبر من هذه السنة ! يا لها من مصادفة غريبة أليس كذلك .
على أية حال ،نعود لموضوعنا الشيق ونظرية هذه الفئة الثالثة ،التي تشك في كون الحكومة الإسرائيلية وراء تصفية تشارلي ،بسب إبدائه بعض الإنزعاج من تصرفاتها مع بلاده وانتقاده لهم.
كما انه انتشرت مقاطع فيديو قصيرة كالنار في الهشيم ،يظهر فيها البوليس وهم يقتادون مسنا من مسرح الجريمة وهو يصيح : انا ق_تل_ت_ه اطلقو ال_ن_ار علي ، وقال رواد التواصل أن الشخص يدعى ريتشارد زين و زعموا انه حضر أحداث سقوط برج التجارة العالمي كذلك . تبين فيما بعد أنه كذب و سؤل عن السبب فقال أنه فعل ذلك ليتمكن القاتل الحقيقي من الفرار .
في مقاطع أخرى يظهر أحد الأشخاص من طاقم كيرك وهو يزيل الكاميرا التي كانت وراءه قبل أن يصاب والتي كانت تنقل اللايف ستريم على قنواته ،قام الشخص بإنزالها وسحب سي دي كارد منها. لكن لماذا يفعل ذلك ولماذا يقترب من مسرح الجريمة ؟ لاحقا سيقول أنه فعل ذلك خوفا من ضياع المعلوات التي قد تكون عليها وأنه سلمها لمكتب التحقيقات FBI لعلها تساعدهم في الوصول للجاني . بل وهناك من ذهب بعيدا وقال أن المسدس الذي انطلقت منه الطلقة كان داخل تلك الكاميرا التي كانت تسجل اللقاء .الكثير من القيل والقال إلى حدود اللحظة والحقيقة غائبة .
الإف بي آي FBI تدخل على الخط :
تايلر روبنسون |
رحل تشارلي كيرك وترك وراءه قصصا سترويها زوجته ايريكا لطفليهما اليتيمين الصغيرين .
في الختام أيها الكرام دعونا نختم بدعابة أثارت سخرية الناس،فبعد القبض على روبنسون ، تكلم مدير الإف بي آي في المؤتمر الصحفي عن الفقيد تشارلي كيرك واسترسل في تعداد خصاله وختم كلامه بجملة طريفة : " استرح يا أخي سأراك في الفالهالا "، نعم هكذا فضل أن يودع تشارلي ، ما أثار جدلا واسعا ورد عليه مغردون بأن تشارلي في الجنة وليس الفالهالا ! فكلمة الفالهالا في معتقدات الفايكينغ تعني المكان الذي يذهب إليه المحاربون العظام بعد موتهم و استشهادهم ، فهي تشبه الجنة عندنا ، لكن في الفالهالا لا يكتفي المحاربون بالإستراحة والتمتع بخيراتها، بل يتدربون على الحرب هناك أيضا كأنهم في معسكر مؤقت ، استعدادا لحرب راغناروك الكبرى .
شكرا لمتابعتكم ، ونراكم في مقالة قادمة إن شاء الله، كونو في الموعد .
تعليقات
إرسال تعليق